هلاك وخسار للمُطَفِّفين.
وهم الذين إذا اكتالوا من غيرهم يستوفون حقهم كاملًا دون نقص.
وإذا كالوا للناس أو وزنوا لهم ينقصون الكيل والميزان؛ وكان ذلك حال أهل المدينة عند هجرة النبي صلّى الله عليه وسلّم إليهم.
ألا يتيقن هؤلاء الذين يفعلون هذا المنكر أنهم مبعوثون إلى الله؟!
للحساب والجزاء في يوم عظيم لما فيه من المحن والأهوال.
يوم يقوم الناس لرب الخلائق كلها؛ للحساب.
ليس الأمر كما تصوّرتم من أنه لا بَعْث بعد الموت، إن كتاب أهل الفجور من الكفار والمنافقين لفي خسار في الأرض السفلى.
وما أعلمك - أيها الرسول - ما سِجِّين؟!
إن كتابهم مكتوب لا يزول، ولا يُزَاد فيه ولا يُنْقص.
هلاك وخسار في ذلك اليوم للمكذبين.
الذين يكذبون بيوم الجزاء الذي يجازي فيه الله عباده على أعمالهم في الدنيا.
وما يكذب بذلك اليوم إلا كل متجاوز لحدود الله، كثير الآثام.
إذا تُقْرأ عليه آياتنا المنزلة على رسولنا قال: هي أقاصيص الأمم الأولى، وليست من عند الله.
ليس الأمر كما تصور هؤلاء المكذبون، بل غلب على عقولهم وغطاها ما كانوا يكسبون من المعاصي، فلم يبصروا الحق بقلوبهم.
حقًّا إنهم عن رؤية ربهم يوم القيامة لممنوعون.