تفسير سورة النبأ تفسير ابن كثير

تفسير سورة النبأ بواسطة تفسير ابن كثير هذا ما سنستعرض بإذن الله سويًا ،هي سورة مكية وجاء ترتيبها 78 في المصحف الكريم وعدد آياتها 40.

تفسير آيات سورة النبأ

تفسير عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ 1

يقول تعالى منكرا على المشركين في تساؤلهم عن يوم القيامة إنكارا لوقوعها "عم يتساءلون" أي عن أي شيء يتساءلون من أمر القيامة.

تفسير عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ 2

وهو النبأ العظيم يعني الخبر الهائل المفظع الباهر قال قتادة وابن زيد النبأ العظيم البعث بعد الموت وقال مجاهد هو القرآن.

تفسير الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ 3

يعني الناس فيه على قولين مؤمن به وكافر.

تفسير كَلَّا سَيَعْلَمُونَ 4

ثم قال تعالى متوعدا لمنكري القيامة : ( كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ) وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد .

تفسير ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ 5

ثم قال تعالى متوعدا لمنكري القيامة : ( كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ) وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد .

تفسير أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا 6

ثم شرع وتعالى يبين قدرته العظيمة على خلق الأشياء الغريبة والأمور العجيبة ، الدالة على قدرته على ما يشاء من أمر المعاد وغيره ، فقال : ( ألم نجعل الأرض مهادا ) ؟ أي : ممهدة للخلائق ذلولا لهم ، قارة ساكنة ثابتة ،

تفسير وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا 7

( والجبال أوتادا ) أي : جعلها لها أوتادا أرساها بها وثبتها وقررها حتى سكنت ولم تضطرب بمن عليها .

تفسير وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا 8

ثم قال : ( وخلقناكم أزواجا ) يعني : ذكرا وأنثى ، يستمتع كل منهما بالآخر ، ويحصل التناسل بذلك ، كقوله : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) [ الروم : 21 ] .

تفسير وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا 9

وقوله : ( وجعلنا نومكم سباتا ) أي : قطعا للحركة لتحصل الراحة من كثرة الترداد والسعي في المعايش في عرض النهار . وقد تقدم مثل هذه الآية في سورة " الفرقان " .

تفسير وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا 10

( وجعلنا الليل لباسا ) أي : يغشى الناس ظلامه وسواده ، كما قال : ( والليل إذا يغشاها ) [ الشمس : 4 ] وقال الشاعر :
فلما لبسن الليل ، أو حين نصبت له من خذا آذانها وهو جانح
وقال قتادة في قوله : ( وجعلنا الليل لباسا ) أي : سكنا .

تفسير وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا 11

أي جعلناه مشرقا نيرا مضيئا ليتمكن الناس من التصرف فيه والذهاب والمجيء للمعاش والتكسب والتجارات وغير ذلك.

تفسير وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا 12

يعني السموات السبع في اتساعها وارتفعاها وإحكامها وإتقانها وتزيينها بالكواكب الثوابت والسيارات.

تفسير وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا 13

يعني الشمس المنيرة على جميع العالم التي يتوهج ضوءها لأهل الأرض كلهم.

تفسير وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا 14

قال العوفي ، عن ابن عباس : ( المعصرات ) الريح .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد ، حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( وأنزلنا من المعصرات ) قال : الرياح . وكذا قال عكرمة ، ومجاهد ، وقتادة ، ومقاتل ، والكلبي ، وزيد بن أسلم : وابنه عبد الرحمن : إنها الرياح . ومعنى هذا القول أنها تستدر المطر من السحاب .
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( من المعصرات ) أي : من السحاب . وكذا قال عكرمة أيضا ، وأبو العالية ، والضحاك ، والحسن ، والربيع بن أنس ، والثوري . واختاره ابن جرير .
وقال الفراء : هي السحاب التي تتحلب بالمطر ولم تمطر بعد ، كما يقال امرأة معصر ، إذا دنا حيضها ولم تحض .
وعن الحسن ، وقتادة : ( من المعصرات ) يعني : السماوات . وهذا قول غريب .
والأظهر أن المراد بالمعصرات : السحاب ، كما قال [ الله ] تعالى : ( الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله ) [ الروم : 48 ] أي : من بينه .
وقوله : ( ماء ثجاجا ) قال مجاهد ، وقتادة ، والربيع بن أنس : ( ثجاجا ) منصبا . وقال الثوري : متتابعا . وقال ابن زيد : كثيرا .
قال ابن جرير : ولا يعرف في كلام العرب في صفة الكثرة الثج ، وإنما الثج : الصب المتتابع . ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أفضل الحج العج والثج " . يعني صب دماء البدن . هكذا قال . قلت : وفي حديث المستحاضة حين قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنعت لك الكرسف " - يعني : أن تحتشي بالقطن - : قالت : يا رسول الله ، هو أكثر من ذلك ، إنما أثج ثجا . وهذا فيه دلالة على استعمال الثج في الصب المتتابع الكثير ، والله أعلم .

تفسير لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا 15

وقوله : ( لنخرج به حبا ونباتا وجنات ألفافا ) أي : لنخرج بهذا الماء الكثير الطيب النافع المبارك ) حبا ) يدخر للأناسي والأنعام ، ( ونباتا ) أي : خضرا يؤكل رطبا ،