أقسم الله سبحانه بالفجر.
وأقسم بالليالي العشر الأولى من ذي الحجة.
وأقسم بالزوج والفرد من الأشياء.
وأقسم بالليل إذا جاء، واستمرّ وأدبر وجواب هذه الأقسام: لَتُجَازُنَّ على أعمالكم.
هل في ذلك المذكور قَسَم يقنع ذا عقل؟!
ألم تر - أيها الرسول - كيف فعل ربك بعاد قوم هود لما كذبوا رسوله؟!
قبيلة عاد المنسوبة إلى جدها إرم ذات الطول.
التي لم يخلق الله مثلها في البلاد.
أَوَلم تر كيف فعل ربك بثمود قوم صالح، الذين شقُّوا صخور الجبال، وجعلوا منها بيوتًا بالحِجْر.
أَوَلم تر كيف فعل ربك بفرعون الذي كانت له أوتاد يعذب بها الناس؟
كلّ هؤلاء تجاوزوا الحدّ في الجَبَرُوت والظلم، كلٌّ تجاوزه في بلده.
فأكثروا فيها الفساد بما نشروه من الكفر والمعاصي.
فأذاقهم الله عذابه الشديد، واستأصلهم من الأرض.
إن ربك - أيها الرسول - ليرصد أعمال الناس ويراقبها؛ ليجازي من أحسن بالجنة، ومن أساء بالنار.
فأما الإنسان فمِن طَبْعِه أنه إذا اختبره ربه وأكرمه، وأنعم عليه بالمال والأولاد والجاه، ظنّ أنّ ذلك لكرامة له عند الله، فيقول: ربي أكرمني لاستحقاقي لإكرامه.