هل أتاك - أيها الرسول - حديث القيامة التي تغشى الناس بأهوالها؟!
فالناس في يوم القيامة إما أشقياء وإما سعداء، فوجوه الأشقياء ذليلة خاضعة.
متعبة مجهدة بالسلاسل التي تُسْحب بها، والأغلال التي تُغَل بها.
تدخل تلك الوجوه نارًا حارة تقاسي حرّها.
تُسْقى من عين شديدة حرارة الماء.
ليس لهم طعام يتغذّون به إلا من أخبث الطعام وأنتنه من نبات يسمَّى الشِّبْرِق إذا يبس صار مسمومًا.
لا يُسْمِن آكله، ولا يسدّ جوعته.
ووجوه السعداء في ذلك اليوم ذات نعمة وبهجة وسرور؛ لما لاقوه من النعيم.
لعملها الصالح الذي عملته في الدنيا راضية، فقد وجدت ثواب عملها مدخرًا لها مضاعفًا.
في جنة مرتفعة المكان والمكانة.
لا تسمع في الجنة كلمة باطل ولغو، فضلًا عن سماع كلمة محرمة.
في هذه الجنة عيون جارية يفجرونها، ويصرفونها كيف شاؤوا.
فيها أسرة عالية.
وأكواب مطروحة مُهيَّأة للشرب.
وفيها وسائد مرصوص بعضها إلى بعض.