تفسير سورة الانشقاق تفسير البغوي

تفسير سورة الانشقاق بواسطة تفسير البغوي هذا ما سنستعرض بإذن الله سويًا ،هي سورة مكية وجاء ترتيبها 84 في المصحف الكريم وعدد آياتها 25.

تفسير آيات سورة الانشقاق

تفسير إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ 1

مكية
"إذا السماء انشقت"، انشقاقها من علامات القيامة.

تفسير وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ 2

"وأذنت لربها"، أي سمعت أمر ربها بالانشقاق وأطاعته، من الأذن وهو الاستماع، "وحقت"، أي وحق لها أن تطيع ربها.

تفسير وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ 3

"وإذا الأرض مدت"، مد الأديم العكاظي، وزيد في سعتها. وقال مقاتل: سويت كمد الأديم، فلا يبقى فيها بناء ولا جبل.

تفسير وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ 4

"وألقت"، أخرجت، "ما فيها"، من الموتى والكنوز، "وتخلت"، خلت منها.

تفسير وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ 5

( وأذنت لربها وحقت ) واختلفوا في جواب " إذا " قيل : جوابه محذوف تقديره : إذا كانت هذه الأشياء يرى الإنسان الثواب والعقاب .
وقيل جوابه : " يا أيها الإنسان إنك كادح " ومجازه : إذا السماء انشقت لقي كل كادح [ ما ] عمله .
وقيل : جوابه : " وأذنت " وحينئذ تكون " الواو " زائدة .

تفسير يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ 6

ومعنى قوله : ( كادح إلى ربك كدحا ) أي ساع إليه في عملك ، والكدح : عمل الإنسان وجهده في الأمر من الخير والشر حتى يكدح ذلك فيه ، أي يؤثر . وقال قتادة والكلبي والضحاك : عامل لربك عملا ( فملاقيه ) أي ملاقي جزاء عملك خيرا كان أو شرا .

تفسير فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ 7

"فأما من أوتي كتابه"، ديوان أعماله، "بيمينه".

تفسير فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا 8

"فسوف يحاسب حساباً يسيراً"أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا سعيد بن أبي مريم ، أخبرنا نافع ، عن ابن عمر ، حدثني ابن أبي مليكة أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه ، قالت : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " من حوسب عذب " قالت عائشة رضي الله عنها فقلت : يا رسول الله أوليس يقول الله - عز وجل - : " فسوف يحاسب حسابا يسيرا " ؟ قالت : فقال : " إنما ذلك العرض ، ولكن من نوقش [ في الحساب هلك ] .

تفسير وَيَنْقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُورًا 9

"وينقلب إلى أهله"، يعني في الجنة من الحور العين والآدميات، "مسروراً"، بما أوتي من الخير والكرامة.

تفسير وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ 10

( وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ) فتغل يده اليمنى إلى عنقه وتجعل يده الشمال وراء ظهره ، فيؤتى كتابه بشماله من وراء ظهره . وقال مجاهد : تخلع يده اليسرى من وراء ظهره .

تفسير فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا 11

"فسوف يدعو ثبوراً"، ينادي بالويل والهلاك إذا قرأ كتابه يقول: يا ويلاه يا ثبوراه، كقوله تعالى: "دعوا هنالك ثبوراً" (الفرقان- 13).

تفسير وَيَصْلَىٰ سَعِيرًا 12

( ويصلى سعيرا ) قرأ أبو جعفر ، وأهل البصرة ، وعاصم ، وحمزة : و " يصلى " بفتح الياء خفيفا كقوله : " يصلى النار الكبرى " ( الأعلى - 12 ) وقرأ الآخرون بضم الياء [ وفتح الصاد ] وتشديد اللام كقوله : " وتصلية جحيم " ( الواقعة - 94 ) " ثم الجحيم صلوه " ( الحاقة - 31 ) .

تفسير إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا 13

"إنه كان في أهله مسروراً"، يعني في الدنيا، باتباع هواه وركوب شهوته.

تفسير إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ 14

"إنه ظن أن لن يحور"، أن لن يرجع إلينا ولن يبعث.

تفسير بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا 15

ثم قال: "بلى"، أي: ليس كما ظن، بل يحور إلينا ويبعث، " إن ربه كان به بصيرا "، من يوم خلقه إلى أن بعثه.