أقسم الله بالبلد الحرام الذي هو مكة المكرمة.
وأنت - أيها الرسول - حلال لك ما تصنع فيها؛ من قَتْل مَنْ يستحق القتل، وأَسْر من يستحقّ الأسر.
وأقسم الله بوالد البشر، وأقسم بما تناسل منه من الولد.
لقد خلقنا الإنسان في تعب ومشقة؛ لما يعانيه من الشدائد في الدنيا.
أيظنّ الإنسان أنه إذا اقترف المعاصي لا يقدر عليه أحد، ولا ينتقم منه، ولو كان ربه الذي خلقه؟!
يقول: أنفقت مالًا كثيرًا متراكمًا بعضه فوق بعض.
أيظنّ هذا المتباهي بما ينفقه أن الله لا يراه؟! وأنه لا يحاسبه في ماله؛ من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟!
ألم نجعل له عينين يبصر بهما؟!
ولسانًا وشفتين يتحدث بها؟!
وعرّفناه طريق الخير، وطريق الباطل؟!
وهو مطالب بأن يتجاوز العقبة التي تفصله عن الجنة فيقطعها ويتجاوزها.
وما أعلمك - أيها الرسول - ما العقبة التي عليه أن يقطعها ليدخل الجنة؟!
هي إعتاق رقبة ذكرًا كانت أو أنثى.
أو أن يطعم في يوم مجاعة يندر فيه وجود الطعام.
طفلًا فقد أباه، له به قرابة.