قطّب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وجهه وأعرض.
لأجل مجيء عبد الله بن أم مكتوم يسترشده، وكان أعمى، جاء والرسول صلّى الله عليه وسلّم منشغل بأكابر المشركين أملًا في هدايتهم.
وما يُعْلِمُكَ - أيها الرسول - لعل هذا الأعمى يتطهر من ذنوبه؟!
أو يتعظ بما يسمع منك من المواعظ، فينتفع بها.
أما من استغنى بنفسه بما لديه من المال عن الإيمان بما جئت به.
فأنت تَتَعرَّض له، وتُقبل إليه.
وأي شيء يلحقك إذا لم يتطهر من ذنوبه بالتوبة إلى الله.
وأما من جاءك يسعى بحثًا عن الخير.
وهو يخشى ربه.
فأنت تتشاغل عنه بغيره من أكابر المشركين.
ليس الأمر كذلك، إنما هي موعظة وتذكير لمن يقبل.
فمن شاء أن يذكر الله ذكره، واتعظ بما في هذا القرآن.
فهذا القرآن في صحف شريفة عند الملائكة.
مرفوعة في مكان عال، مطهرة لا يصيبها دَنَس ولا رِجْس.
وهي بأيدي رسل من الملائكة.