يا أيها المُتَلَفِّف بثيابه (يعني: النبي صلّى الله عليه وسلّم).
صلِّ بالليل إلا قليلًا منه.
صلِّ نصفه إن شئت، أو صلِّ أقلّ من النصف قليلًا حتى تَصِلَ للثلث.
أو زد عليه حتى تبلغ الثلثين، وبيّن القرآن إذا قرأته وتمهّل في قراءته.
إنا سنلقي عليك - أيها الرسول - القرآن، وهو قول ثقيل؛ لما فيه من الفرائض والحدود والأحكام والآداب وغيرها.
إن ساعات الليل هي أشد موافقة للقلب مع القراءة وأصوب قولًا.
إن لك في النهار تصرّفًا في أعمالك، فتنشغل بها عن قراءة القرآن، فصلِّ بالليل.
واذكر الله بأنواع الذكر، وانقطع إليه سبحانه انقطاعًا بإخلاص العبادة له.
رب المشرق ورب المغرب، لا معبود بحق إلا هو، فاتخذه وكيلًا تعتمد عليه في أمورك كلها.
واصبر على ما يقوله المكذبون من الاستهزاء والسبّ، واهجرهم هجرًا لا أذيّة فيه.
ولا تهتمّ بشأن المكذبين أصحاب التمتع بملذات الدنيا، واتركني وإياهم، وانتظرهم قليلًا حتى يأتيهم أجلهم.
إن لدينا في الآخرة قيودًا ثقيلة، ونارًا مُسْتَعِرة.
وطعامًا تغصّ به الحلوق لشدّة مرارته، وعذابًا موجعًا؛ زيادة على ما سبق.
ذلك العذاب حاصل للمكذبين يوم تضطرب الأرض والجبال، وكانت الجبال رملًا سائلًا متناثرًا من شدّة هوله.
إنا بعثنا إليكم رسولًا شاهدًا على أعمالكم يوم القيامة مثلما أرسلنا إلى فرعون رسولًا هو موسى عليه السلام.