دعا داعٍ من المشركين على نفسه وقومه بعذاب إن كان هذا العذاب حاصلًا، وهو سخرية منه، وهو واقع يوم القيامة.
للكافرين بالله، ليس لهذا العذاب من يرده.
من الله ذي العلو والدرجات والفواضل والنعم.
تصعد إليه الملائكة وجبريل في تلك الدرجات، في يوم القيامة؛ وهو يوم طويل مقداره خمسون ألف سنة.
فاصبر - أيها الرسول - صبرًا لا جَزَع فيه ولا شكوى.
إنهم يرون هذا العذاب بعيدًا مستحيل الوقوع.
ونراه نحن قريبًا واقعًا لا محالة.
يوم تكون السماء مثل المُذَاب من النحاس والذهب وغيرهما.
وتكون الجبال مثل الصوف في الخِفَّة.
ولا يسأل قريب قريبًا عن حاله؛ لأن كل واحد مشغول بنفسه.
يشاهد كل إنسان قريبه لا يخفى عليه، ومع ذلك لا يسأل أحد أحدًا لهول الموقف، يودّ من استحق النار أن يقدم أولاده للعذاب بدلًا منه.
ويفتدي بزوجته وأخيه.
ويفتدي بعشيرته الأقربين منه، الذين يقفون معه في الشدائد.
ويفتدي بمن في الأرض جميعًا من الإنس والجن وغيرهما، ثم يسلّمه ذلك الافتداء، وينقذه من عذاب النار.
ليس الأمر كما تمنّى هذا المجرم، إنها نار الآخرة تلتهب وتشتعل.