﴿نٓ﴾ تقدم الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة. أقسم الله بالقلم، وأقسم بما يكتبه الناس بأقلامهم.
ما أنت - أيها الرسول - بما أنعم الله عليك به من النبوّة مجنونًا، بل أنت بريء من الجنون الذي رماك به المشركون.
إنّ لك لثوابًا على ما تعانيه من حمل الرسالة إلى الناس غير مقطوع، ولا منّة به لأحد عليك.
وإنك لعلى الخلق العظيم الذي جاء به القرآن، فأنت مُتَخَلِّق بما فيه على أكمل وجه.
فستبصر أنت، ويبصر هؤلاء المكذبون.
عندما ينكشف الحق يتضح بأيكم الجنون؟!
إن ربك - أيها الرسول - يعلم من انحرف عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين إليها، فيعلم أنهم من ضلّوا عنها، وأنك من اهتديت إليها.
فلا تطع - أيها الرسول - المكذبين بما جئت به.
تمنّوا لو لاَيَنْتَهم ولاَطَفْتَهم على حساب الدين، فيلينون لك ويلاطفونك.
ولا تطع كل كثير الحلف بالباطل، حقير.
كثير الاغتياب للناس، كثير المشي بالنميمة بينهم؛ ليفرق بينهم.
كثير المنع للخير، معتدٍ على الناس في أموالهم وأعراضهم وأنفسهم، كثير الآثام والمعاصي.
غليظ جافٍ، دَعِي في قومه لَصِيق.
لأجل أنّه كان صاحب مال وأولاد تكبّر عن الإيمان بالله ورسوله.
إذا تُقْرأ عليه آياتنا قال: هذه ما يُسَطَّر من خرافات الأولين.