تفسير سورة الطور تفسير البغوي

تفسير سورة الطور بواسطة تفسير البغوي هذا ما سنستعرض بإذن الله سويًا ،هي سورة مكية وجاء ترتيبها 52 في المصحف الكريم وعدد آياتها 49.

تفسير آيات سورة الطور

تفسير وَالطُّورِ 1

مكية( والطور ) أراد به الجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى عليه السلام بالأرض المقدسة ، أقسم الله تعالى به .

تفسير وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ 2

" وكتاب مسطور "، مكتوب.

تفسير فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ 3

( في رق منشور ) " والرق " : ما يكتب فيه ، وهو أديم الصحف ، و " المنشور " : المبسوط ، واختلفوا في هذا الكتاب ، قال الكلبي : هو ما كتب الله بيده لموسى من التوراة وموسى يسمع صرير القلم .
وقيل : هو اللوح المحفوظ . وقيل : دواوين الحفظة تخرج إليهم يوم القيامة منشورة ، فآخذ بيمينه وآخذ بشماله . دليله قوله - عز وجل - : " ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا " ، ( الإسراء - 13 ) .

تفسير وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ 4

( والبيت المعمور ) بكثرة الغاشية والأهل ، وهو بيت في السماء حذاء العرش بحيال الكعبة يقال له : الضراح ، حرمته في السماء كحرمة الكعبة في الأرض ، يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة يطوفون به ويصلون فيه ثم لا يعودون إليه أبدا .

تفسير وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ 5

( والسقف المرفوع ) يعني : السماء ، نظيره قوله - عز وجل - : " وجعلنا السماء سقفا محفوظا " . ( الأنبياء - 32 ) .

تفسير وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ 6

( والبحر المسجور ) قال محمد بن كعب القرظي والضحاك : يعني الموقد المحمى بمنزلة التنور المسجور ، وهو قول ابن عباس ، وذلك ما روي أن الله تعالى يجعل البحار كلها يوم القيامة نارا فيزاد بها في نار جهنم ، كما قال الله تعالى : " وإذا البحار سجرت " ، ( التكوير - 6 ) وجاء في الحديث عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا يركبن رجل بحرا إلا غازيا أو معتمرا أو حاجا ، فإن تحت البحر نارا وتحت النار بحرا " .
وقال مجاهد والكلبي : " المسجور " : المملوء ، يقال : سجرت الإناء إذا ملأته .
وقال الحسن ، وقتادة ، وأبو العالية : هو اليابس الذي قد ذهب ماؤه ونضب
وقال الربيع بن أنس : المختلط العذب بالمالح .
وروى الضحاك عن النزال بن سبرة عن علي أنه قال في البحر المسجور : هو بحر تحت العرش ، غمره كما بين سبع سموات إلى سبع أرضين ، فيه ماء غليظ يقال له : بحر الحيوان . يمطر العباد بعد النفخة الأولى منه أربعين صباحا فينبتون في قبورهم . هذا قول مقاتل : أقسم الله بهذه الأشياء .

تفسير إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ 7

( إن عذاب ربك لواقع ) نازل كائن .

تفسير مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ 8

( ما له من دافع ) مانع ، قال جبير بن مطعم : قدمت المدينة لأكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أسارى بدر فدفعت إليه وهو يصلي بأصحابه المغرب ، وصوته يخرج من المسجد فسمعته يقرأ " والطور " إلى قوله " إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع " ، فكأنما صدع قلبي حين سمعته ، ولم يكن أسلم يومئذ ، قال : فأسلمت خوفا من نزول العذاب ، وما كنت أظن أني أقوم من مكاني حتى يقع بي العذاب .

تفسير يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا 9

ثم بين أنه متى يقع فقال :
( يوم تمور السماء مورا ) أي : تدور كدوران الرحى وتتكفأ بأهلها تكفؤ السفينة . قال قتادة : تتحرك . قال عطاء الخراساني : تختلف أجزاؤها بعضها في بعض . وقيل : تضطرب ، و " المور " يجمع هذه المعاني ، فهو في اللغة : الذهاب والمجيء والتردد والدوران والاضطراب .

تفسير وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا 10

( وتسير الجبال سيرا ) فتزول عن أماكنها وتصير هباء منثورا .

تفسير فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ 11

( فويل ) فشدة عذاب ( يومئذ للمكذبين)

تفسير الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ 12

( الذين هم في خوض يلعبون ) يخوضون في الباطل يلعبون غافلين لاهين .

تفسير يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا 13

( يوم يدعون ) يدفعون ( إلى نار جهنم دعا ) دفعا بعنف وجفوة ، وذلك أن خزنة جهنم يغلون أيديهم إلى أعناقهم ، ويجمعون نواصيهم إلى أقدامهم ، ثم يدفعون بهم إلى النار دفعا على وجوههم ، وزجا في أقفيتهم حتى يردوا النار ، فإذا دنوا منها قال لهم خزنتها :

تفسير هَٰذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ 14

( هذه النار التي كنتم بها تكذبون ) في الدنيا .

تفسير أَفَسِحْرٌ هَٰذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ 15

( أفسحر هذا ) وذلك أنهم كانوا ينسبون محمدا - صلى الله عليه وسلم - إلى السحر ، وإلى أنه يغطي على الأبصار بالسحر ، فوبخوا به ، وقيل لهم : ( أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون ) .