تفسير
طه
1
﴿طه﴾ تقدم الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة.
ما أنزلنا عليك - أيها الرسول - القرآن ليكون سببًا في إرهاق نفسك أسفًا على إعراض قومك عن الإيمان بك.
ما أنزلناه إلا ليكون تذكيرًا لمن وفقهم الله لخشيته.
نزّله الله الذي خلق الأرض، وخلق السماوات المرتفعة، فهو قرآن عظيم؛ لأنه منزل من عند عظيم.
الرحـمٰن علا وارتفع على العرش علوًّا يليق بجلاله سبحانه وتعالى.
له سبحانه وحده ما في السماوات وما في الأرض وما تحت التراب من مخلوقات، خلقًا وملكًا وتدبيرًا.
وإن تعلن - أيها الرسول - القول، أو تخفه فإنه سبحانه يعلم ذلك كله، فهو يعلم السر وما هو أخفى من السر مثل خواطر النفس، لا يخفى عليه شيء من ذلك.
الله لا معبود بحق غيره، له وحده الأسماء البالغة الكمال في الحسن.
ولقد جاءك - أيها الرسول - خبر موسى بن عمران عليه السلام.
حين عاين في سفره نارًا، فقال لأهله: أقيموا في مكانكم هذا، إني أبصرت نارًا لعلي آتيكم من هذه النار بشعلة، أو أجد من يهديني إلى الطريق.
فلما جاء النار ناداه الله سبحانه بقوله: يا موسى.
إني أنا ربك فانزع نعليك استعدادًا لمناجاتي، إنك بالوادي المُطَهَّر (طُوَى).
وأنا اصطفيتك - يا موسى - لتبليغ رسالتي، فاستمع لما أوحيه إليك.
إنني أنا الله لا معبود بحق غيري، فاعبدني وحدي، وأدّ الصلاة على أكمل وجه لتذكُرني فيها.
إن الساعة آتية لا محالة وواقعة، أكاد أخفيها فلا يعلم وقتها مخلوق، ولكن يعرفون علاماتها بإخبار النبي لهم؛ لكي تُجَازَى كل نفس بما عملته، خيرًا كان أو شرًّا.